المملكة العربية السعودية تنير صحراء النفود بمنارات ليزرية شمسية لإرشاد التائهين

يُعتبر اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة (ADHD) من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا لدى الأطفال، ويظهر بشكل واضح في البيئات التعليمية. يصعب على الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب التركيز والانتباه، مما يؤثر بشكل كبير على أدائهم الأكاديمي وسلوكهم داخل الفصل الدراسي. تعد المدارس بيئة مهمة للكشف عن هذا الاضطراب وتقديم الدعم اللازم للأطفال للتغلب على تحدياته.
ما هو اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة؟
يعد اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD) حالة مزمنة تتسم بصعوبة في التركيز والانتباه، وفرط النشاط، والاندفاع. غالبًا ما يظهر في سن مبكرة ويستمر في التأثير على الحياة اليومية للطفل سواء في المنزل أو المدرسة. يمكن تقسيم أعراض هذا الاضطراب إلى ثلاثة جوانب رئيسية:
1. نقص الانتباه: صعوبة في الحفاظ على التركيز، تشتت الانتباه بسهولة، وعدم القدرة على إتمام المهام.
2. فرط الحركة: نشاط زائد عن المعتاد، مثل الجري أو القفز في الأوقات غير المناسبة.
3. الاندفاع: اتخاذ قرارات سريعة دون التفكير في العواقب، ومقاطعة الآخرين أثناء الحديث.
تأثير ADHD على الأداء المدرسي:
يواجه الأطفال المصابون بـ ADHD صعوبات خاصة في البيئة المدرسية، حيث تعتمد الكثير من الأنشطة على التركيز والانتباه . تشمل التحديات التي يواجهها هؤلاء الأطفال في المدرسة:
1. صعوبة التركيز في الدروس: يجد الطفل المصاب بـ ADHD صعوبة في الاستماع إلى المعلم أو متابعة التعليمات، مما يؤدي إلى تراجع تحصيله الأكاديمي.
2. النسيان وتشتت الانتباه: غالبًا ما ينسى الأطفال المصابون بـ ADHD إحضار واجباتهم المنزلية أو إنهاء الأنشطة المكلفين بها في الفصل، مما يؤثر على أدائهم العام.
3. سلوكيات مفرطة: يظهر بعض الأطفال فرط الحركة من خلال التململ المستمر أو الحركة الزائدة، مما يسبب إزعاجًا للفصل الدراسي ويعرضهم لعقوبات سلوكية متكررة.
4. التفاعل الاجتماعي: قد يعاني الطفل من صعوبة في التفاعل مع زملائه بسبب الاندفاعية أو عدم الانتباه إلى إشارات التواصل الاجتماعي، مما يضعه في مواقف اجتماعية محرجة أو مشاحنات مع الأقران.
كيفية تشخيص ADHD في المدارس:
تلعب المدرسة دورًا أساسيًا في رصد الأطفال الذين قد يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. غالبًا ما يلاحظ المعلمون الأعراض المبكرة التي تشير إلى وجود الاضطراب، مثل صعوبة الطفل في التركيز أو التصرف بطريقة مفرطة الحركة. يتم التشخيص عادة بالتعاون بين الأهل، المعلمين، والأطباء المختصين في الصحة النفسية.
تشمل عملية التشخيص:
1. ملاحظة سلوك الطفل في الفصل: يتتبع المعلمون سلوك الطفل، ويرصدون مدى صعوبة التركيز أو التحرك باستمرار دون مبرر.
2. تقييم نفسي من قبل مختصين: بعد ملاحظة المعلم، يتم إحالة الطفل إلى طبيب نفسي أو أخصائي في اضطرابات النمو لإجراء تقييم شامل.
استراتيجيات لدعم الأطفال المصابين بـ ADHD في المدارس:
للتعامل مع الأطفال المصابين بـ ADHD في بيئة تعليمية، من الضروري اعتماد استراتيجيات تساهم في تعزيز تركيزهم وتقليل الآثار السلبية للاضطراب. تشمل هذه الاستراتيجيات:
1. تقسيم المهام: يجب تقسيم المهام الدراسية الكبيرة إلى مهام أصغر يمكن إتمامها في فترات قصيرة، مما يساعد الطفل على الحفاظ على تركيزه لفترات زمنية محددة.
2. التعليم العملي والممتع: يمكن استخدام طرق تعليمية تعتمد على الأنشطة الحركية والتفاعلية، مما يتيح للأطفال الذين يعانون من فرط الحركة فرصة للاستفادة من طاقاتهم بشكل إيجابي.
3. بيئة تعليمية هادئة: توفير بيئة خالية من المشتتات داخل الفصل الدراسي قد يساعد في تحسين تركيز الأطفال. قد يشمل ذلك الجلوس في مكان أقل ضوضاء أو قريب من المعلم.
4. التشجيع الإيجابي: استخدام التعزيز الإيجابي من خلال تقديم مكافآت صغيرة أو كلمات تشجيعية عند إكمال المهام يمكن أن يحفز الطفل المصاب بـ ADHD على الاستمرار في محاولات التعلم.
5. جدول زمني مرن: قد يحتاج الأطفال المصابون بـ ADHD إلى استراحات قصيرة خلال اليوم الدراسي للحركة أو إعادة التركيز، لذا فإن منحهم هذا النوع من المرونة يمكن أن يكون مفيدًا.
دور المعلم وأولياء الأمور:
يحتاج الأطفال المصابون بـ ADHD إلى دعم قوي من كل من المعلمين وأولياء الأمور. التعاون بين البيت والمدرسة يمكن أن يسهم في وضع خطة شاملة لمساعدة الطفل على التغلب على الصعوبات الأكاديمية والسلوكية.
دور المعلم: يتمثل في مراقبة سلوك الطفل داخل الفصل وتقديم الأنشطة المناسبة له، مع مراعاة تقديم توجيهات واضحة وقصيرة.
دور الأهل: يجب أن يعمل الأهل على متابعة خطة العلاج في المنزل، مع توفير بيئة منظمة وواضحة لتقليل الفوضى التي قد تزيد من تشتيت انتباه الطفل.
الخاتمة:
اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة (ADHD) يمثل تحديًا كبيرًا للأطفال في بيئة المدارس، ولكن مع فهم جيد للاضطراب واعتماد استراتيجيات مناسبة، يمكن مساعدة هؤلاء الأطفال على النجاح أكاديميًا واجتماعيًا. يجب أن يكون التعاون بين المدرسة، المعلمين، والأهل في غاية الأهمية لضمان توفير الدعم اللازم لكل طفل يعاني من هذا الاضطراب، حتى يتمكن من تطوير مهاراته والاندماج في المجتمع التعليمي بنجاح.
جد رائع
ردحذف